ابتدأ “أبو إسحاق الزجاج إبراهيم بن السري الزجاج” إملاء هذا الكتاب في سنة 285هـ، وأتمه في سنة 301هـ. ذكر الزجاج في مقدمة الكتاب أنه سيكون مختصَرًا في معاني القرآن وإعرابه، حيث قال: “هذا كتاب مختصر في إِعرَاب القُرآنِ ومَعَانِيه، وَنَسْألُ اللَّه التَّوْفِيق فِي كُل الأمُورِ”، ولكن غلب فيه جانب الإعراب على جانب المعاني، ومع ذلك فإن كتابه يُعنى بمعاني القـرآن وتفسيره أكثر ممن سبقه، ويتبين ذلك بمقارنه كتابه بكتاب الفراء. وسبب ذلك أنه اعتمد على تفسير الإمام أحمد، وقد نص عليه في استفادته من تفسير الإمام أحمد، فهو يروي تفسير الإمام أحمد عن ابنه عبد الله. حرص الزجاج على بيان المعاني اللغوية، وبيان اشتقاقها. كغيره من اللغويين؛ اعتنى المصنِّف من جهة الاستشهاد بالشعر، بكثرة الشواهد الشعرية، لكن أغلبها جاء في الجانب النحوي. كغيره من اللغويين أيضًا، اعتنى المصنِّف بالقراءات، وتوجيه هذه القراءات، و كثير منها مرتبط بجانب النحو.