هذا الكتاب صنَّفه “الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي” في أصول الحديث، وأملاه على طلابه الذين رووه عنه، وسمعه منهم كثيرون، وتناقله أهل الحديث جيلًا بعد جيل، وذكره كثير من العلماء في كتبهم، ونقلوا عنه فإذا قال أحدهم: “قال الرامهرمزي كذا وكذا”، فإنما يعني ما ذكره في “المحدث الفاصل”. يعد أول كتاب وُضع في علم أصول الحديث، تدارسه كبار العلماء القدامى الذين اشتغلوا بالحديث وعلومه ونقلوا عنه. جمع فيه الرامهرمزي طرق رواية الحديث و سماعه، وما يدور بين أهل الحديث في هذا المجال، فذكر في مقدمة الكتاب فضل علم الحديث و رجاله، ومنزلتهم الرفيعة، ثم ابتدأ الكتاب بباب فضل الناقل لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم باب فضل الطالب لسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم والراغب فيها والمستن بها، ثم باب النية في طلب الحديث، ثم باب أوصاف الطالب و آدابه، وختمه بباب المصنفون من رواة الفقه في الأمصار. كانت علوم الحديث مبثوثة في مؤلفات المتقدمين، وكثير منها إنما كان نتيجة استقراء لصنيع المتقدمين، فجاء الرامهرمزي فلمّ الشتات في “المحدث الفاصل”.