هذا الكتاب هو القسم الثالث من كتاب السيرة النبوية لمحمد بن إسحاق، أخذ فيه بالحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يَسُقْ هذا الحديث كقصة متسلسلة بل ساقه كوقائع بعضها وقع للرسول صلى الله عليه وسلم بالذات، وبعضها الآخر لغيره وله مساس قريب أو بعيد به، وحينما تحدث ابن إسحاق عن الرسول صلى الله عليه وسلم أثبت تقريبًا جميع المادة الإخبارية التي كان المسلمون قد جمعوها عنه خلال القرن الأول الذي جاء بعد وفاته، ويبدو أن ابن إسحاق أَولى الفترة المكية من حياة النبي اهتمامًا أكبر من الفترة المدنية، وقدم لهذا القسم بمقدمة ذكر فيها علامات النبوة عند الرسول صلى الله عليه وسلم، وروى جميع قصص البشائر التي بشرت بقرب نبوته وصحتها. وللقسم الثالث قطعتان: الأولى تغطي الفترة المكية، وهي تكاد تغطيها جميعًا، والثانية التي تتعلق بالفترة المدينة، فإنها تروي أخبار الحوادث التي وقعت مع نهاية معركة بدر الكبرى وحتى نهاية معركة أحد.