أبو الوليد محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد القرطبي، المشهور بابن رشد الجد: قاضي الجماعة بقرطبة. من أعيان المالكية. وهو جد ابن رشد الفيلسوف "محمد بن أحمد". ولد في قرطبة عام 450هـ، وبها نشأ وتعلم على يد أعلام علماء الأندلس كفقيه قرطبة أبي جعفر بن رزق (ت 477هـ)، والفقيه الحافظ أبي عبد الله محمد بن خيرة الأموي المعروف بابن أبي العافية (ت 487هـ)، والمحدث المسند أبي العباس أحمد بن عمر بن أنس العذري الدلائي (ت 478هـ)، وإمام اللغة في الأندلس أبي مروان عبد الملك بن سراج، وزعيم المفتين بقرطبة أبي عبد الله محمد بن فرج المعروف بابن الطلاع (ت 478هـ)، ورئيس المحدثين بها أبي على حسين بن محمد الغساني الجياني (ت 478هـ). وغيرهم من كبار الشيوخ. وأخذ عنه عدد لا يحصى من طلبة الأندلس والمغرب، من أشهرهم: قاضي الجماعة بقرطبة محمد بن أصبغ الأزدي (ت 536هـ)، وجامع نوازل ابن رشد الفقيه أبو الحسن محمد بن عبد الرحمن المعروف بابن الوزان (ت 543هـ)، والقاضي عياض بن موسى السبتي (ت 544هـ)، والمحدث الفقيه أبو مروان عبد الملك ابن مسرة اليحصبي (ت 552هـ)، والمحدث محمد بن يوسف ابن سعادة مؤلف كتاب شجرة الوهم (ت 566هـ)، والحافظ المفسر أبو الحسن علي بن عبد الله الأنصاري المعروف بابن النعمة (ت 567هـ)، والمؤرخ خلف بن عبد الملك ابن بشكوال صاحب الصلة (ت 578هـ). كان محمد ابن رشد -بإجماع من ترجموا له- ناسكًا عفيفًا، كريم الخلق سهل الحجاب، كما كان أستاذًا بطبعه، يحب التدريس ويحسن طرق التبليغ، تسعفه مادة غزيرة، وتفكير منظم، وعبارة منطلقة، وحرص على نفع الطلبة. ولم ينل ابن رشد تقدير الأوساط العلمية ببلده وكفى، بل أجلّه الناس في العدوتين، حتى أمير المسلمين ملك المرابطين في مراكش، واعتقده أهل قرطبة بصفة خاصة وأحبوه لأنه كان إمامهم وخطيبهم في الجامع الأعظم الذي كان يسع أهل المدينة جميعًا، ورأوا فيه العالم بالشريعة المتحلي بها، إياه يستفتون في مسائل دينهم ودنياهم، وإليه يفزعون فيما يلم بهم من ريب الدهر ونوائبه. تُوفي عام 520هـ.