يُعَدُّ هذا الكتاب من الكتب الجيدة في موضوعه، حيث سبق “الحسين بن أحمد بن خالويه” إلى بعض ما فيه غيره من العلماء، فـ”المتنبي” نفسه عندما سأله “أبو علي الفارسي” عن الجموع التي جاءت على وزن “فِعْلَى” في العربية أجابه ارتجالًا وفي سرعة: “حِجْلَى” و”ظِرْبى”. قال أبو علي: “إنه بحث عن ثالث لهما فلم يجد”، ولا ثالث لهما حقًّا. وكتب اللغة التي سبقت كتاب “ليس في كلام العرب” لـ”ابن خالويه” لم تخل من الإشارة إلى كثير مما جمعه “ابن خالويه” في كتابه. وفي الكتاب مآخذ كثيرة في منهجه الذي اتبعه “ابن خالويه”، منها: فقدان الاتسقاق والنظام، فهو يحشر في الباب ما ليس منه. ومن المآخذ أيضًا: التسرع في الحصر، فيزعم أنه لم يرد من كلام العرب من المضاعف على وزن “فَعُلْتُ” إلا “لَبُبَ الرجل” و”عَزُزَت الشاة”، مع أن كتب اللغة تذكر بعض كلمات من هذا الباب، هي: “حَبُبَ الرجل” و”شَرُرَ” و”دَمُمَ”. وما يؤخذ عليه من هذا النوع كثير. وليس وجود بعض المآخذ والغلطات والهنات في كتابه بِمُنْزِل من مكانته العلمية، فكتابه جدير أن يقع فيه ما وقع، لأنه قصد لموضوع صعب لا يُرْوِدُ للعلماء الراسخين بله غيرهم، فهو قد أراد أن يذكر الشواذ والنوادر النادرة من الأبواب التي طرقها، واستيعاب ذلك ضرب من المحال. وصف “ابن خلكان” الكتاب قائلًا: “لابن خالويه كتاب كبير من الأدب سماه كتاب ليس، وهو يدل على إطلاع عظيم، فإن مبنى الكتاب عن أوله إلى آخره على أنه ليس في كلام العرب كذا وليس كذا”.