يقول مصنِّف الكتاب صالح بن محمد بن حسن الأسمري في مقدمته: “إن علم العربية من نافع العلوم: موقع الرأس من الإنسان، واليتيمة من قلائد العِقْيان.. وكان واسطة عقد العربية: علم النحو والإعراب، الذي ينبغي أن يتحلى به طالب العلم ومريده.. ومن متونه المقدَّمة وأركانه المختصرة متن موسوم بمقدمة ابن آجرُّوم، عكف على ضبطه وفهمه الدارسون لظهور نفعه.. ومن ثم انعقد العزم على مدارسة تلك المقدمة الآجرومية، بحل مبانيها، وإيضاح معانيها، وتقرير قواعدها، وتحرير مسائلها، على وجه توسط وجِدَّة. مقدِّمًا بين ذلك مقدَّمة ذات باب، وهذا أوان الشروع، ومن الله التوفيق والتسديد، وهو المستعان”. “المقدمة الآجرومية”: كتاب ألَّفه ابن آجرّوم في علم النحو، يعد من أهم متون النحو العربي، بدأه ابن آجرّوم بالكلام عن الكلام وأنواعه، وتسلسَلَ مع المواضيع بأسلوبٍ مبتكَر سهل المنال للطالبين، وقد عرض كل ذلك بإيجاز دون أن يكون ذلك على حساب الإيضاح، فبَيَّن في باب الإعراب باب معرفة علامات الإعراب، ثم عقد فصلًا في المعربات، ثم أتبع ذلك بباب الأفعال، حيث بَيَّن أنواعها وأحوالها وإعراب كل حالة، وانتقل إلى باب مرفوعات الأسماء، ومن ثم باب الفاعل وباب المفعول، وبعدها تناول بابًا آخر في المبتدأ والخبر والعوامل الداخلة عليه، ومن ثم تحدث في أبواب لاحقة عن النعت والعطف والتوكيد والبدل والمتعديات من الأسماء والمفعول به والمصدر وظرف المكان والزمان، والحال والتمييز والاستثناء والمنادى والمفعول من أجله والمفعول معه، ثم اختتم المتن بالمخفوضات من الأسماء.