يقول مُصَنِّف الكتاب "محمد حمد عبد الله الصوياني" في مقدمته: "..في كتاب (في ظلال السيرة) اكتشفت النبي صلى الله عليه وسلم أكثر مما كنت آمل، ففي البداية كان طموحي تقديم السيرة في صياغة وكتابة أخرى أكثر تشويقًا والرد على الشبهات، لكن ما إنْ بدأت مرحلة الهجرة، حتى اكتشفتُ عوالم مذهلة أشرعها النبي صلى الله عليه وسلم، عوالم كفيلة بنهضة أمته ورقيتها من جديد بعيدًا عن العكوف على انكسارات التاريخ التي زادتها انكسارًا، فالتاريخ الإسلامي ليس وحيًا، فهو تجارب بشرية في التعاطي مع القرآن والسيرة النبوية، والأمة بدولها وشعوبها وأفرادها وجميع مكوناتها في حاجة اليوم إلى تجاوز ذلك التاريخ والتعاطي مباشرة مع القرآن والسنة، كما تعاطي غيرها، والاجتهاد كما اجتهد أسلافها، واكتشفت أننا لسنا في حاجة إلى استعارة تجارب أو استعادة فتاوى بقدر ما نحن في حاجة إلى الشرب من النبع الذي ما زال نقيًّا، وقراءة السنة الصحيحة في سياق السيرة الصحيحة، فسنجد نبيًّا أرقى وأوسع أُفقًا، وأكثر تحضرًا وحداثة وانفتاحًا وتسامحًا ونظامًا مما في العالم الحديث الذي أذهلتنا مدنيّته وأنظمته عن كوارثه وعيوبه".