حشد “ابن قيم الجوزية” في الجزء الأول من الكتاب كل ما يعزز الإيمان لدى الإنسان ويقويه بالحجة والبرهان، وانتقل من رياض هذه الجنة من خلال الحوار الهادئ والجواب المقنع، ليبدأ بأسرار إهباط آدم أبي البشر عليه السلام إلى الأرض، ولِم اختار الله عز وجل محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم أن يكون نبيًّا. وتحدث عن العلم وفضله وشرفه وفوائده، وأنواعه، ومراتبه، ثم يقفنا المؤلف على الأقوال في مصطلح: “خليفة الله في أرضه”، ثم يعرض لنا الفرق بين الأمة والإمام، ويقف بنا على العديد من الصور الجميلة والمتنوعة في مظاهر قدرة الله سبحانه وتعالى في خلق الإنسان والحكم فيها. وتتوالى فصول الكتاب من فصل لآخر فيشرح علينا العديد من الموضوعات منها: الأرض والأسرار فيها، والهواء وحركته، وعجائب الليل والنهار، والشمس والقمر، وكثرة النجوم، والحكمة في حجب علم الساعة ومقادير الأعمار. أما الجزء الثاني من الكتاب فتتعدد فصوله، من حاجة الناس إلى الشريعة، إلى آثار الأسماء والصفات في العبودية، إلى إبطال علم النجوم وبيان ضلالات أصحاب الأبراج في معرفة الغيب، إلى الحديث عن التفاؤل والتشاؤم والطير وبيان حكمهما في الكتاب والسنة. وقد جاءت هذه الموضوعات في عرض شيق وممتع يجعل القارئ يغوص ويغرق في بحر من السعادة.