كتاب مطالع الدقائق في تحرير الجوامع والفوارق لجمال الدين الإسنوي PDF يقول مصنِّفه “جمال الدين الإسنوي” في مقدمته: “إن المطارحة بالمسائل ذوات المآخد المؤتلفة المتفقة، والأجوبة المختلفة المفترقة مما يثير أفكار الحاضرين في الممالك ويبعثها على اقتناص أبكار المدارك ويميز مواقع أقدار الفضلاء ومواضع مجال العلماء. وقد رأيت لأصحابنا رضي اللَّه عنهم في هذا المعنى تصانيف ووقعت لهم منه على تواليف، منها ما هو موضوع لهذا النوع بخصوصه، ومنها ما هو مشتمل على ما هو أعم منه مما يُستعمل عند إرادة الاختيار واعتبار المقدار. فمن الأول: كتاب “الجمع والفرق” للشيخ أبي محمد الجويني وهو مشهور. ومنه كتاب “الوسائل في فروق المسائل” مجلد ضخم قليل الوجود، تأليف أبي الخير: سلامة بن إسماعيل بن جماعة المقدسي. وأبو الخير هذا عالم مشهور، وقد أوضحت حاله أحسن إيضاح في كتاب “طبقات أصحاب الشافعي” فراجعه واعلمه. فإن ابن أبي الدم نقل عنه في شرح “الوسيط” شيئًا، ثم أنكره، وقال: إنه رجل مجهول. ومن النوع الثاني: كتاب “المطارحات” لأبي عبد اللَّه بن القطان، وهو تصنيف لطيف غريب ظفر به الرافعي، ونقل عنه في كتاب “الغصب”. ومنها: “المسكت” -بالسين المهملة والتاء المثناة في آخره- للإمام أبي عبد اللَّه الزبيري وهو مجلد عزيز الوجود. ومنها: المعاياة لأبي العباس الجرجاني، وهو معروف أيضًا، رضي اللَّه عنهم أجمعين. وهذا الباب واسع جدًّا اشتمل على الغثّ والسمين، فاستخرت اللَّه تعالى في تأليف كتاب في هذا المعنى؛ اقتداء بالأئمة المذكورين. فجمعت فيه تأليفًا متوسطًا أتيت فيه بما يستظرف ويستحسن، وصَفَحت عمّا يُستمج ويستمجن، يشهد بنفاسته أولو الفضل والإنصاف، ويجهد في دراسته أولو الجدّ والإشغاف. وتغص أرجاء النّادي بطلابه، وتمتلئ أقطار الوادي بخطّابه، هذا مع أن المسائل المذكورة من المسائل التي هي في أنفسها مهمة مقصودة بالنظر، وكثير منها غريب قل من اطلع عليه. ثم إنها مع ذلك مشتملة على فوائد نفيسة وقعت استطردًا كما ستقف عليه. وكثيرًا ما أترك الجامع بين المسألتين لوضوحه، وربما يكون الحق في المسألة للإلحاق لا الفرق لضعف الفارق، فأذكره منبهًا عليه. وكثيرًا ما تكون المسألة من قاعدة متسعة النظائر، فلا أذكرها في هذا الكتاب غالبًا، بل أذكرها في كتابي المعقود لذلك المسمى بـ”نزهة النواظر في رياض النظائر”، وهو كتاب مهمّ جليل، غريب النظير. وإذا أطلقت في هذا الكتاب نقل حكم أو خلاف فهو في الشرح الكبير للرافعي، أو الروضة للنووي، رضي اللَّه عنهما. وسميته: “مطالع الدقائق في تحرير الجوامع والفوارق”. واللَّه ينفع به مؤلفه وكاتبه، والناظر فيه. وجميع المسلمين بمَنِّهِ وكرمه”.