في هذا الكتاب، يشرح “أبو القاسم عمر بن ثابت الثمانيني” كتاب “التصريف الملوكي” لابن جني. سار “الثمانيني” في ترتيبه على منهج “ابن جني” في “التصريف الملوكي”، إذ تحدث في البداية عن معنى التصريف، ثم ذكر حروف الزيادة ومواضع زيادة كل حرف، أتبعه بذكر حروف البدل ومواضع إبدال كل حرف منها، وتحدث عن الحذف عند العرب بقسميه القياسي والسماعي، وجعل بعده بابًا سماه: “عقود وقوانين يُنْتَفَع بها في التصريف”، ثم اختتم كتابه بمسائل التمرين. كان “الثمانيني” معلمًا ضريرًا، لهذا كان حريصًا على إيصال المعلومات إلى تلامذته بشكل ميسر وواضح، ولكي يضمن السهولة والوضوح في الفهم اتبع أسلوب عرض الفكرة في أكثر من مكان واحد، فكأنه كان يرغب في أن يكون الموضع الأول تمهيدًا للمسألة، وفي الموضع الثاني تذكيرٌ بالمسألة وتأكيد لها. لم يكن “الثمانيني” يهتم كثيرًا بعزو الأقوال والآراء النحوية، أو القراءات، أو لهجات القبائل إلى أصحابها بل كان يُصَدِّر مثل هذا بعبارات مبهمة. من منهج “الثمانيني” في الكتاب إيراد اللغات والأقوال النحوية وذكر أدلتها ومسببتها، والترجيح فيما يبدو له رجحانه منها، والحكم على بعض منها بالشذوذ والغلط، وذكر الأصوب. السمة الغالبة على هذا الكتاب هي وضوح العبارة وسهولة الأسلوب، وقد يكون السبب هو: 1- خلو الكتاب من علمي المنطق والفلسفة التي ابتُليت بهما كتب النحو المتأخرة حتى أصبح الغموض والتعقيد سمة واضحة فيها. 2- أن “الثمانيني” كان معلمًا، والمعلم حريص على إفهام طلبته بأسلوب ميسر، ولهذا تجنب الأساليب الملتوية.