كتاب المكاسب والورع والشبهة وبيان مباحها ومحظورها واختلاف الناس في طلبها والرد على الغالطين فيه PDF يمدنا فيه مصنِّفه “الحارث بن أسد المحاسبي” بأصول مذاهب الإصلاح، ويُعْتَقَد أنه من أوائل ما كُتب في السلوك. يقول مصنِّفه “الحارث بن أسد المحاسبي: “إن الإجماع قد وقع على أن مَن طابت لقمته صفت أعماله، واستُجيبت دعوته، وصفاء العمل هو خلاص من الاستغلال والغش، والخداع والمكر، والحقد والحسد والبغي والطغيان، فالدعوة إلى تصحيح اللقمة إذنْ عمل إصلاحي مجنّح بجناحين، أحدهما صفاء الأعمال، والآخر سلامة الناس من شر الإنسان، والقضاء على كثير من خلائق الانحراف”. بدأ يصل “الحارث بن أسد المحاسبي” الإنسان بربه بوسيلة بسيطة لا تعقيد فيها، ولكنها هادفة من أقرب الطرق إلى ما يريد، ثم فصّل القول في موضوع تصفية اللقمة من الشبهات، حتى جاء بحثه متكاملًا تمامًا، فقد أسس مذهب التوكل على الله في كل حال، وربط التوكل بقضية الإيمان والكفر، واعتبر من حل عقدة التوكل على الله كافرًا فاسقًا عن الإسلام، كما اعتبر ما في الطبائع البشرية من العجلة والطمع في الزيادة غير قادح في التوكل، ولا في الإيمان ما دام القلب معقودًا على التوكل، والثقة بضمان الله وقسمه، كما استعرض مفاهيم التوكل، ومفاهيم الحركة لطلب الرزق، ثم حذر من القعود، واستنهض الهمم للعمل، بعرض خلائق الصحابة والتابعين، ثم بدأ أساس البحث، وهو الورع الذي لا تحرم معه لقمة، ولا يتلوث دم بحرام، فعرَض مفاهيمه ومعانيه، وعرَض لمن تبنوا مذاهب الورع في أرجاء أرض الإسلام، ثم استعرض مسائل الحياة التي تخشى منها الشبهة، واستقصاها حتى تعرَّض للأرض المغصوبة إذا أُقيم عليها مسجد، وتعرَّض للسلطان والدستور الدولي وموقف الإنسان منه من جانب الورع، ثم أيد نظرية العمل ولو فسد السلطان، وأمور أخرى.