نستطيع أن نتبين في الكتاب -على إيجازه- أقسامًا ثلاثة هي: 1- القسم الأول هو خطبة الكتاب، وذكر فيها "مرعي بن يوسف الكرمي" أنه جمع فوائد في بيان الأحاديث الموضوعة مقلدًا فيها أئمة هذا الفن، وذكر منهم الإمام أحمد وابن معين والنووي وابن حجر والسيوطي، ولم يترجم لواحد منهم وراعى في ذكرهم الترتيب الزمني، ثم ذكر ابن تيمية مع أنه متقدم على ابن حجر والسيوطي ليترجم له ترجمة استغرقت معظم خطبة الكتاب، وهذا يدل على حبه إياه وإعجابه به. 2- والقسم الثاني مقدمة في الحكم على الحديث بالوضع، وهي نقول عن الحافظ العلائي والزركشي والسيوطي، وختم هذه المقدمة بتنبيه يتضمن الرأي في كتب التفسير والفتن والمغازي. 3- والقسم الثالث سَرْدٌ لكثير من الأخبار التاريخية المكذوبة والأحاديث الموضوعة، وجميعها مما يتناقله العوام، وبدأها بما يدور على ألسنة الناس من إظلال الغمامة للنبي صلى الله عليه وسلم، ونقل أقوال العلماء في نقدها. وكان معظم هذه الأخبار التاريخية المكذوبة في يزيد والحسن والحجاج، وجاء في هذا القسم أيضًا بجملة من أخبار العلماء التي لا تصح. وعدد الأحاديث والأخبار 205. وهناك ملاحظة تستلفت النظر، وهي أن المؤلف عندما يورد الخبر التاريخي المكذوب ويورد ما يذكره بعض العلماء في نقده يطيل في إيراد النقول التي تتضمن مناقشة جيدة للخبر، ولذا فإن التعليق الوارد عقب أي خبر تاريخي أطول بكثير من التعليق على الحديث.