عالج “أبو سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي” في هذا الكتاب الأبنية المستدركة على “سيبويه”، على وفق منهج اتسم بالدقة والحرص على تبرئة “سيبويه” مما أُلحق به من فَوْت لبعض أبنية كلام العرب، من خلال النظرة المتفحصة لنسخ الكتاب التي كانت بين يديه، ولم يكتفِ بنسخة واحدة لأن نص الكتاب كما رأى ليس خاليًا في بعض مواضعه من الحذف والزيادة والنقصان، وذلك للكيفية التي وصل بها إلى معاصريه، قال: “وذكر سيبويه بعد (العُنْظُوَان) و(العُنْفُوَان) أحرفًا اختلفت فيها النسخ..”. وقال: “..وقالوا: الغُبْسة كما قالوا: الحُمْرة، وفي نسخة أخرى (العِيْسَة) وأصلها (العُيْسَة) فكُسرت العين لتسلم الياء”. هذا الاختلاف كان سببًا في دفع “السيرافي” إلى اعتماد المقارنة بين نسخ الكتاب التي وصلت إليه، والتي أشار إلى أصحابها في بعض المواضع. ولم يكتفِ “السيرافي” بالمقارنة بين نسخ الكتاب، بل احتكم بعد المقارنة إلى درايته باللغة ومعاني مفرداتها في ضبط أبنية الكتاب. وذهب “السيرافي” بعد الاطمئنان إلى صحة البناء وضبطه على وفق ما يراه صوابًا، إلى استخراج أبنية الكلمات الأعجمية لأنها ليست مما يُستدرك على “سيبويه” لأنها لم تكن من كلام العرب. وبعد أن استطاع “السيرافي” رد الأبنية المستدركة التي ليست من كلام العرب، بقيت له طائفة من الأبنية التي قيل عنها إنها من فوائت “سيبويه”، وقد رد “السيرافي” أغلبها.