يقوم "الذهبي" في تلخيصه بسرد الإسناد، ويتجاوز عن شيوخ "ابن الجوزي" ومَن بعدهم إن كان الحديث مشهورًا من طريق أعلى أو يحيل إلى مَن أخرجه كالخطيب في "تاريخه" أو "العقيلي" في ضعفائه أو أصحاب السنن والمسانيد، ويبدأ بمَن يُعِلُّ الحديث به. ويلخص "الذهبي" عبارة "ابن الجوزي" التي جرح بها الراوي بعبارة من عنده، وإن كان له تعقب عليه ذكره بعد انتهائه من سرد المتن. ولم يلتزم "الذهبي" بعبارة المُصَنِّف في الجرح و التعديل، بل يحكم على الراوي بلفظ من عنده كما صرح هو بذلك في آخر الكتاب، حيث قال: "نقحه وهذبه، وخفف من طول أسانديه ابن الذهبي محمد، واختصر بعض المتون الطوال وبعض القول في الرجال، والحمد لله على كل حال". ويترك "الذهبي" بعض الأحاديث ولا يذكرها في تلخيصه، ولا يلتزم التعليق على كل أحاديث الكتاب وطرقها، بل يهمل كثيرًا منها. وقد يُعِلُّ "ابن الجوزي" الحديث براوٍ أو اثنين، ولا يعتمد "الذهبي" على هذا الإعلال لرواية الحديث من غير طريقهما أو لخطأ وقع فيه "ابن الجوزي" في تعيين الراوي أو عدم تسليمه لابن الجوزي بجرح هذا الراوي. كثيرًا ما يعل "ابن الجوزي" الحديث براوٍ، ويترك مَن هو أشد ضعفًا ويكون آفة الحديث فينبه "الذهبي" على هذا. ذكر "ابن الجوزي" في كتابه بعض الأحاديث الواهية التي لا تصل إلى حد الحكم عليها بالوضع، أو أدخلها "ابن الجوزي" نفسه في "العلل المتناهية"، وبعض الأحاديث الحسان، ونبه "الذهبي" على ذلك في موضعه.