الجزء الثاني من حديث يحيى بن معين (الفوائد) برواية أبي بكر المروزي عنه PDF لا يتخذ فيه الإمام “يحيى بن معين” منهجًا في ترتيب نصوصه بل إنه يسوق النصوص الواحد تلو الآخر. وكان من منهج “ابن معين” في اختيار نصوص الكتاب: أنه أخرج فيه المرفوع والموقوف والمقطوع، ولم يقيد نفسه بشيء منها، ثم إنه في إيرادها مزج بينها فأدخل المقطوع والموقوف ضمن المرفوع. وكانت الآثار التي أخرجها هي المادة الغالبة للكتاب، ثم إن “ابن معين” -مع إمامته في هذا الشأن- لا يتكلم في هذا الجزء على الأحاديث تصحيحًا أو تضعيفًا، ولا لبيان موضع الفائدة في الإسناد أو المتن. وقد أخرج “ابن معين” نصوص هذا الجزء عن سبع وخمسين شيخًا. وقد أكثر عن بعضهم مثل: “حفص بن غياث”، و”عبد الرزاق”، و”وكيع بن الجراح”، وغيرهم. وأقل الرواية عن آخرين، حتى إنه لم يروِ عن جماعة سوى نصًّا واحدًا كـ”الوليد بن مسلم”، و”عبد الله بن صالح كاتب الليث”، و”عبد الصمد ابن عبد الوارث”، وغيرهم. وهو يروي عن جميع مشايخه في هذا الجزء بصيغة التحديث (حدثنا)، كما إنه نادرًا ما يقرن بين شيخين من شيوخه. ومن الملاحَظ أيضًا أنه أخرج عدة نصوص من تفسير: “إسماعيل عن أبي صالح”، عن أكثر من شيخ، عن “إسماعيل” به، كما أنه قد يروي عدة نصوص ذات رابط موضوعي واحد في أماكن متفرقة، والنصوص التي يخرجها تتفاوت في طولها، فبعضها طويل جدًّا وبعضها متوسط الطول، وغالب نصوص الجزء قصيرة. وفي آخر الجزء تكلم عن الرجال فذكر أسماء بعض المكنيين، وتكلم عن سماع بعض الرواة، وذكر مكان وفاة بعض الرواة، وفاضَل بين الرواة، كما أنه جرح وعدل، وتكلم في صحبة بعض الذين في صحبتهم خلاف.